برج المـوت - مخيم الجلزون - الشهيد محمد رياض نايف

قال فلسطينيون من مخيم الجلزون في الضفة الغربية، ان قناصا في الجيش الاسرائيلي 'يتفنن' في قتل ابنائهم من برج مراقبة على اطراف مستوطنة بيت ايل القريبة من رام الله.
واستشهد ليلة السبت الفتى محمد رياض نايف (14 عاما) بعد اصابته برصاصة اطلقت من جندي يتمركز في ذلك البرج.
وشارك المئات من الفلسطينيين، غالبيتهم من الفتية، في تشييع جثمان محمد، وسط هتافات تدعو الى 'مقاومة الاحتلال'، فيما لف جسد الفتى الشهيد بالعلم الفلسطيني.
ولم يتوجه اطفال المخيم الى مدارسهم في يومهم الاول اليوم، واغلقوا المدارس ليشاركوا في جنازة زميلهم محمد الذي تصادف يوم استشهاده مع الذكرى السابعة لاستشهادتل والده رياض على يد الجيش الاسرائيلي.
وحسب اهالي المخيم، فان اربعة فتية استشهدوا خلال الشهور العشرة الماضية برصاص اطلق من ذلك البرج المحاذي لمدرسة البنين التابعة للمخيم.
ويستذكر الفتى حسين خليل (15 عامأ) اسماء ثلاثة يعرفهم، كانوا يدرسون معه استشهدوا برصاص انطلق من ذلك البرج.
وقال حسين خليل 'نعم قتل محمد نوارة، وعبد القادر بدوي، ومحمد الرمحي، وامس قتل محمد نايف، واصبح البرج مصدر رعب لكثير من زملائي الذين اعرفهم'.
ونصب الجيش الاسرائيلي برج المراقبة على بعد حوالي مئتي متر من مدرسة مخيم الجلزون، وتشهد المنطقة الواقعة ما بين المدرسة والبرج احداث القاء حجارة، وزجاجات حارقة في بعض الاحيان.
وقال محمد البدوي (54 عاما) الذي استشهد ابنه خلال الشهور الماضية 'اعتقد ان الجندي الذي يعمل في البرج لديه اوامر بقتل الاطفال والفتية فقط، بغض النظر عما يمكن ان يفعله الطفل او ما لا يفعله'.
واعلن ناطق باسم الجيش الاسرائيلي انه 'تم رصد ثلاثة ارهابيين وهم يحاولون القاء زجاجات حارقة باتجاه البرج، اطلق الرصاص عليهم واصيب احدهم بجراح بالغة.. حسب تبريره'.
وقال البدوي 'يعني اذا تحصن الجندي في ذلك البرج، فكيف يمكن لطفل لم يتعد الخامسة عشر ان يعرض حياة ذلك الجندي للخطر، مما يدفعه الى اطلاق النار باتجاهه وقتله، رغم ان المسافة بعيدة جدا' حتى يكون في وسع الفتية إيذاؤه.
واضاف البدوي 'اهالي المخيم باتوا يطلقون اليوم اسم (برج الموت) على ذلك البرج'.
وقال مسؤول من حركة 'فتح' في المخيم، طلب عدم ذكر اسمه ان لدى الحركة معلومات ان: 'اسرائيل اعتقلت اكثر من 200 فتى وحكمت عليهم بالسجن ما بين شهرين الى ستة شهور، بتهمة محاولة او المشاركة او التخطيط لمهاجمة هذا البرج'.
واضاف 'الدليل على كذب اسرائيل، وعلى ان التهم هذه كلها ملفقة، ان البرج كما هو واضح للعيان لم يتعرض لاي محاولة هجومية'.
واضافة الى استشهاد اربعة فتية خلال اقل من عام واحد، اصيب خلال هذه الفترة حوالي اربعين فتى برصاص انطلق من ذلك البرج.
بدوره، قال نزيه عبد الهادي 'اعتقد ان الجندي الموجود في ذلك البرج يتلذذ في اطلاق النار باتجاه الاطفال وقتلهم، ودليل ذلك ان اطفالا استشهدوا او اصيبوا برصاص انطلق من ذلك البرج، دون ان يكونوا عرضوا حياة احد للخطر'.
واغلقت مدرسة الجلزون القريبة من مستوطنة بيت ايل، ابوابها في اليوم الدراسي الاول اليوم، ووقف ابناء المدرسة واطفال مخيم الجلزون منذ ساعات الصباح في انتظار جثمان الفتى محمد نايف الذي حملوا نعشه بعد انزاله من سيارة الاسعاف على الاكتاف. وتوجه المشيعون به الى منزله كي تلقي والدته عليه نظرة الوداع الاخيرة.
وتعالت اصوات بكاء النساء مع اقتراب الجثمان من المنزل، وامتزج البكاء بالعويل والاهات.
ومما زاد في حزن اهالي المخيم على الفتى الفقيد، انه اباه استشهد في العام 2002 برصاص الجيش الاسرائيلي، وكانت حركة فتح تجري استعداداتها هذه الايام لاحياء الذكرى السابعة لاستشهاده، التي تصادف الحادي عشر من هذا الشهر.
وقال ناطق باسم حركة 'فتح' في مكبر للصوت عند المقبرة 'الحدث عظيم والصدمة شديدة، كنا نجهز انفسنا لاحياء ذكرى رحيل الشهيد القائد رياض نايف، فاذ بنا نزف ابنه شهيدا، لم يمهله رصاص الغدر، ليلحق بابيه شهيدا في ذكرى رحيله'.

زائر

الله يرحمووووووووووووو