الفنان الفلسطيني حسين نخلة من هواياته إلى أخر أعماله
هارون عمايرة - الجزيرة توك – رام الله
بين مؤلفات شكسبير العالمية ومسرحيات توفيق الحكيم العربية انتقل بأفكاره وأحلامه ليصبح فنانا يجمع بين واقع الحياة التي يعيش وبين احتلال يمنعه من أن يعيش الفنان حسين نخلة ابن احد مخيمات اللاجئين في مدينة رام الله التقيناه لكي يحكي لنا عن واقع تجربته الفنية والعملية.
الجزيرة توك: هلا حدثتنا عن بداياتك الفنية ؟
ابتدأت هوايتي في التمثيل وأنا في العشرينات من عمري حيث كانت على خشبة المسرح في عملا. فلسطيني التأليف والإخراج بعنوان الحق علينا حيث كان ادائا رائعا بالنسبة إلي بكافة المقاييس وطموحاتي ورغم انشغالي في عملي الذي يختلف كل الاختلاف عن هواياتي حاولت أن أشاهد اكبر عدد من الأعمال المسرحية لجميع الممثلين وقراءة النصوص والأعمال والقصص حتى أبقى مندمجا في مجال ما أحب.
أما إذا اعتبرنا البداية الحقيقية في العمل التلفزيوني والاحتراف بالتمثيل فكان ذلك في أوائل التسعينات وإثناء تواجدي في الأردن حيث اسند إلي المخرج نبيل نجم دورا رئيسيا في مسرحية (بكالوريوس في حكم الشعوب )التي من تأليف الكابت المصري علي سالم ثم اتبعت بعمل أخر من إخراج نفس المخرج (ليلة مصرع جيفارا) للكاتب ميخائيل رومان وهاتان المسرحيتان شاركتا في مهرجان المسرح الأردني في تلك الفترة وشاركت في العديد من المسرحيات على سبيل الحصر (مشعل وجبينه) (زمن الأبرياء) (الطائر الحزين) وأخيرا (حفار القبور) والمسرحيات الثلاث الأخيرة من إخراج فتحي عبد الرحمن.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
خلال السنوات الماضية القليلة قمت بالمشاركة في أعمال سينمائية كان أولها (تذكرة إلى القدس) للمخرج رشيد مشهراوي وفيلم (اصغي للبحر) من إخراج الايطالية نيكول غلاسيا وكذلك (ياسمين تغني) إخراج نجوى النجار وفيلم (ملح هذا البحر) من إخراج آن ماري جاسر ورشحت للمشاركة في فليم جديد يتم التحضير له من إخراج نجوى النجار بعنوان (المر والسمان)
وعلى الصعيد الإذاعي كان هناك مسلسل (زيي ما قال المثل) بث على الإذاعة الفلسطينية ومسلسل (ليالي الحصاد) للمخرج فتحي عبد الرحمن و(أحلام معلقة على الحاجز
) إخراج باسم أبو سمية و(حكايات شعبية فلسطينية)من إخراج فتحي عبد الرحمن
الجزيرة توك: ما مشاركاتك في المجال التلفزيوني ؟
كانت البداية أثناء تواجدي في الأردن في بداية التسعينات حيث اسند إلي المخرج المصري معروف الشقنقيري دورا بسيطا في مسلسل بعنوان (آن الأوان) وكان هذا العمل بطولة الممثل الراحل صلاح قابيل وأبو بكر عزت ومجموعة من الممثلين العرب الآخرين ثم توالت بعد ذلك الأدوار المتنوعة في أدائها حيث اسند إلي المخرج نجدت أنزور دورا في المسلسل التلفزيوني (شاحنة الملح) ومن ثم عملت مع الأستاذ حسن أبو شعيرة في عملين احدهما بدوي والأخر تاريخي بالإضافة إلى عدة ادوار أخرى صغيرة مع مخرجين كبار ,وبعدها انتقلت إلى فلسطين وقمت بالمشاركة بأكثر من مسلسل منه (القلوب المهاجرة) ومسلسل (يانون) والفيلم التلفزيوني (وقال الحجر) و(مزح في جد) و(شو في مافي) وكان أخر عمل شاركت به الاجتياح من تأليف الكاتب الفلسطيني رياض سيف وإخراج المخرج التونسي شوقي الماجري.
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الجزيرة توك: هل يمكن أن تحدثنا عن هذا المسلسل وعن مشاركتك به ؟
الاجتياح ومن خلال هذه التسمية سوف يقرأ المشاهد هذه الكلمة ليعرف عن ماذا يتحدث فهذا العمل يتحدث عن فترة اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2002 للضفة الغربية وبالتحديد لمخيم جنين مرورا بمدينة رام الله إلى كنيسة المهد ببيت لحم إلى وفاة الرئيس ياسر عرفات هذا العمل لايعتمد على الشعارات المنمقة وإنما يرصد ما حصل بطريقة درامية منتجة فنيا بمستوى رفيع حيث قام المركز العربي في الأردن بإنتاج هذا العمل الضخم والذي يعتبر من أضخم المسلسلات العربية التي تم إنتاجها لهذا العام وقد تجاوزت تكلفة الإنتاج المليون والنصف مليون دولار وقد قامت شركة الإنتاج والمخرج باستقطاب فنيي التصوير والإضاءة من بولندا وكذلك فنيي الماكياج بطاقم مختص من إيران , وتم تصوير حلقات المسلسل الثلاثين في سوريا حيث كان من المفترض أن يتم تصوير بعض حلقاته في الضفة الغربية لكن وبسبب الأحداث الداخلية التي شهدتها الأراضي الفلسطينية بين فتح وحماس فقد ألغيت عملية التصوير في الأراضي الفلسطينية شارك في هذا العمل أسماء معروفة من سوريا مثل عباس النوري وصباح جزائري ونضال نجم وآخرون ومن الأردن محمد القباني وزهير النوباني ونادرة عمران وغيرهم الكثير والفلسطينيين كان لهم شرف المشاركة في هذا العمل الذي كما أتوقع سيفتح أفاقا للممثل الفلسطيني في الأعمال الدرامية التلفزيونية العربية حيث كانت مشاركتي أنا وزميلي رأفت لافي من فلسطين حيث كان دوري في المسلسل رئيس هيئة الأركان فترة اجتياح جنين والفنان رأفت لافي قام بدور احد المطاردين الفلسطينيين في مدينة رام الله ويقول نخلة بحكم خبرتي التي اعتبر لأبأس فيها في مجال الدراما التلفزيونية أتوقع لزميلي رأفت لافي مستقبل فني واعد في مجال الإعمال التلفزيونية علما بان هذا اول عمل تلفزيوني يشارك به أما عن المشاركة بشكل عام في مثل هذا الإنتاج الضخم فهي كانت مشاركة موفقة لنا كفنانين فلسطينيين وذلك بشهادة الإخوة في المركز العربي والمخرج وطاقم التصوير البولندي
وبالصدفة وبإثناء تواجدي في المملكة الأردنية كان هناك مؤتمر للمركز العربي للانتاج الإعلامي للإعلان عن اعماله الرمضانية كان لي لقاء بسيط مع السيد طلال عدنان عوامله المدير التنفيذي للمركز العربي للإنتاج الإعلامي ليحدثنا عن مسلسل اجتياح
فقال عوامله: اهتز العالم لرؤية حصار جنين ورام الله والذي شكل ملحمة زاخرة بالتفاصيل اليومية واللحظات الإنسانية التي لم تتوقف عندها وسائل الإعلام والتي كانت تجري بطبيعتها وراء الجانب السياسي من ذلك الحدث المهول مهملة الجزء الإنساني بتفاصيله الإنسانية اليومية المحجوبة وراء الحدث السياسي الذي كانت تبثه كاميرات الأخبار
وأورد عوامله قائلا: يقدم العمل رؤية عصرية للواقع الفلسطيني المعاصر تتجاوز كل ما سبق تقديمه سابقا في هذا المجال ونحسب انه يمثل عملا تلفزيونيا ذا مستوى جديد غير مسبوق في تاريخ الإنتاج التلفزيوني العربي شكلا ومضمونا لاسيما وانه يقدم قصة حقيقية من الواقع الفلسطيني المعاصر في سياق مزج مابين الصور الأرشيفية الواقعية والخيال الدرامي المحسوب والموظف بينما يؤكد في مضمونه مع جهود رأب الصدع بين الأشقاء الفلسطينيين وحقن دمائهم متجنبا التعرض لأجواء الفرقة بين الأطراف الفلسطينية
وأتمنى أن ينال هذا المسلسل أن ينال هذا المسلسل إعجاب المشاهدين وخصوصا أهلنا في فلسطين وان نكون قد أعطينا حق من مثلناهم في عملنا المقدم بكل تواضع إليهم
الجزيرة توك:كيف ترى الإنتاج التلفزيوني العربي هذه الفترة ؟والإنتاج الفلسطيني بشكل خاص؟
الإنتاج العربي موجود نراه من خلال الأعمال التلفزيونية التي تبث على الفضائيات العربية وفي مصر مجموعة انتاجات لهذا العام جيدة جدا وكذلك في سوريا تتفاوت الإنتاج من مسلسل إلى أخر من خلال الإمكانيات أما فيما يتعلق بإمكانية الإنتاج الفلسطيني محليا فهو ضعيف ولا يكاد يذكر هناك إنتاج درامي وذلك لعدم وجود مؤسسات تعنى بهذا الموضوع سواء أكانت حكومية والتي يمكن أن تكون من خلال وزارة الإعلام والثقافة أو مؤسسات خاصة للإنتاج الإعلامي.
الجزيرة توك: وهنا وفي ختام لقاءنا ماذا تقول ؟
أريد إن أقول إن الفرصة عندما تأتي لأي كان فإما أن يثبت وجوده وإما أن يتلاشى كما تتلاشى ذرات الرمل بعد هدوء العاصفة ورسالتي التي اوجها بأن من يشرب من البئر لايلقي فيه حجرا.
موضوع: الفنان الفلسطيني حسين نخلة من هواياته إلى أخر أعماله 
20/9/2008, 02:58
