زيارة أهالي الأسرى لأبنائهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي معاناة الحرمان... وأمل اللقاء
التاريخ: 2007-03-19 09:44:17
رام الله- وكالة قدس نت للانباء
حرمان الأسير الفلسطيني من رؤية والديه و زوجته وأطفاله وأحبائه، والجلوس معهم، والحديث إليهم وتقاسم الأفراح والأتراح معهم، وحرمانه من احتضان أبنائه الصغار بشكل خاص، يشكل معاناةً قل نظيرها في الوقت الحاضر، وهي معاناة مركبة تثقل كاهل الأسرى وأقاربهم في آن، وتشكل ضربة نفسية قاسية بحقهم.
ما هو ذنب الطفل الصغير حتى يتجرع مرارة حرمانه من لقاء أبيه، وما هو ذنب الشيخ الطاعن في السن حتى يحرم من لقاء ولده وأضاف إن كل ذي لب يستنتج أن السلطات الإسرائيلية، تفرض عقوبات جماعية انتقامية، لا إنسانية وغير مبررة، على قطاع واسع من الشعب الفلسطيني، ينبغي التضامن الفعال لرفعها.
تحت عنوان "معاناة الحرمان وأمل اللقاء" أصدرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية تقريراً وصل وكالة " قدس نت للانباء نسخة منه حيث رصدت خلاله معاناة أهالي الأسرى والمعتقلين لدى زيارتهم أبنائهم في معتقلات وسجون الاحتلال الإسرائيلي والتي تتفاقم جراء ما تمارسه قوات الاحتلال من إجراءات تعسفية وصارمة في انتهاك سافر لكافة الأعراف والقوانين الدولية .
واستعرضت خلاله أهم الصعوبات التي تواجه الأسرى الفلسطينيين وذويهم عند الزيارة والإجراآت الإسرائيلية المعيقة التي تسبب معاناة بالغة للاسرى وذويهم .
رحلة معاناة
واوضح التقرير ان اهالي الاسرى ينطلقون في الثالثة فجراً ويعودون إلى بيوتهم قبل منتصف الليل في أغلب الحالات، بالرغم ان المسافة بين البيت والسجن لا تستغرق الساعة والنصف أو الساعتين، مدة الزيارة 45 دقيقة، تقصر في حالات لذرائع متعددة.
وتمنع الزيارة منعاً باتاً خلال مرحلة التحقيق مع الأسير، تمتد هذه المرحلة الزمنية إلى سبعين يوما في بعض الحالات واضاف عندما يستقل الزائرون الحافلة المخصصة لإيصالهم إلى السجن، وخلال رحلة العذاب والمعاناة، لا بد من المرور وبأعداد كثيرة من الحواجز العسكرية التي يجب اجتيازها، بعع الإنتظار الطويل عليها، المضايقات والمعاملة العنصرية والفوقية من قبل أفراد الجيش، عملية التفتيش وتغيير الحافلات، أصبحت عناصر تحيل الزيارة إلى معاناة حقيقية.
ولدى وصولهم المعتقل تبدأ رحلة الانتظار، حيث ينتظر الزائرون في باحات غير مجهزة، ويتعرضون للماطلة في عمليات الإدخال إلى قاعة الزيارة، ويضطرون للإنتظار لمدد مختلفة تقرب من الثلاث ساعات أحياناً، ويتفاجأ الأهالي في بعض الحالات بإنكار إدارة السجن لوجود الأسير.
وأشار التقرير أن حزمة من الإجراآت الإسرائيلية المتبعة بحق المعتقلين الفلسطينيين وذويهم أدت إلى تعقيد عملية الزيارة أو توقفها في حالات كثيرة. مبيناً التقرير، إذا ما علمنا أن عدد الأسرى الفلسطينيين الحالي، يقارب تسعة آلاف أسير، في السجون الإسرائيلية، فإن ذلك يعني أن تسعة آلاف عائلة فلسطينية على الأقل، تعاني من الحرمان من التواصل مع ذويها وأقاربها من الدرجة الأولى، ناهيك عن آلاف العائلات الأخرى التي تقرب الأسرى بدرجة ثانية، وهي ممنوعة مطلقاً من زيارة أقاربها.
الإهانات والشتائم
وذكر التقرير ان إدارات السجون تتبع سياسة التفتيش بحق الأسرى وذويهم قبل وبعد الزيارة في حالات كثيرة، وتجبرهم على خلع ملابسهم، وسط سيل من الإهانات والشتائم والكلمات النابية الموجهة للأسرى واضاف لاتبدأ الزيارة بدخول الأهالي إلى قاعة الزيارة، واصطفافهم في الجهة الخارجية من الشبك الحديدي والحائط الزجاجي العازلين، ويصطف الأسرى في الجهة الداخلية المقابلة. ويبدأ الحديث حيث يضطر الطرفان للصراخ من أجل سماع بعضهما البعض، لوجود العازلين ولكثرة الأطراف المتحدثة في تلك الدقائق المعدودة. يحاول كل من الأهالي والأسير التركيز على حركة الشفاه ليترجمها إلى كلام. وتكون المحادثة أحياناً عبر ميكروفونات.
واضاف التثرير:" تشترط سلطات الإحتلال، حصول ذوي الأسرى، على تصاريح زيارة خاصة، من أجهزتها الأمنية عبر الصليب الأحمر الدولي، لزيارة المعتقلين والأسرى، يسمح لحاملها عبور الحواجز العسكرية المقامة على الخط الأخضر، والدخول إلى قاعة الزيارة في المعتقل. هذه التصاريح تمنع في حالات واسعة عن الأب أو الأم أو الإبن أو الأخ (الأخوة فوق سن الثالثة عشرة ممنوعون من الزيارة مطلقاً)، لأسباب أمنية (حسب السلطات الأمنية). وفي كل زيارة لا يتجاوز عدد الأقارب المصرح لهم بالزيارة إثنان غالباً.
إضعاف الأسرى معنويا
واكدت ان هذه الإجراءات تشكل حلقةً في سياسات السلطات الإحتلالية الإسرائيلية المتبعة بحق الأسرى بشكل عام، وتتضح الصورة أكثر، إذا ألّم المرء باساليب القهر والتعذيب، التي تتبعها تلك السلطات بحق الأسير، منذ لحظة إعتقاله وقذفه في السجن، مرورا بأقبية التحقيق وجلادي المخابرات وعمليات التعذيب الرهيبة التي يتعرض لها، والمحاكم الصورية والظالمة التي يعرض عليها، والأحكام الجائرة التي تصدر بحقه عنها، والظروف المأساوية الأخرى التي يعيشها في السجون، المتمثلة بالإزدحام في الغرف وظروف الإقامة اللاإنسانية وسوء التغذية والإهمال الصحي وغيرها مما يصعب حصره في هذه الوثيقة مما يؤكد ان الهدف هو إضعاف الأسرى معنويا، وتدميرهم صحيا وعقابهم وذويهم، ولا بد من تضافر الجهود لرفع المعاناة والحرمان عنهم، وتحقيق أمل اللقاء الدائم بعائلاتهم.
واعتبرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تلجا ضمن سياسة العقاب الجماعي، لمنع زيارات الأسرى بحق محافظات كاملة، ولمدد طويلة. وتلجأ إدارة السجن لمنع بعض الأسرى من الزيارة كإجراء عقابي لهم.