عنتر وعبلة ..............
وقيس وليلى ..............
وجميل بثينة ..............
وآخرون ... قصص وحكايات جميلة للحب العذري ، الذي يكون بين ذلك الشاب الشجاع الكريم الأبيّ ، وبين تلك الفتاة البسيطة الخجولة العذرية .
إنها روح الصحراء الطاهرة ، و نسيم الأصالة والكرامة التي يؤمن بها المحب تجاه محبوبته .
وإذا رأيت الفارس الشجاع الكريم الغيور ، فاعلم أن وراءه حب عظيم يؤمن به ويضحي من أجله ، وإذا رأيت المحب ، فاعلم أنه فارس شجاع غيور ... هذا هو حب الصحراء العذري ، الفروسية والغزل معا ، ذلك الحب الذي ُبهر به مفكرو الغرب حتى قال ( كونراد بوراداخ ) العالم الحجة في أدب العصور الوسطى :
(إن فن الغزل الذي ساد في الريف الفرنسي والبلاط الألماني ، هو في الحقيقة من أصل عربي ) !
وقالت المستشرقة الألمانية ( زغريد هونكه ) :
( شعر الفروسية والغزل من أنضج الفنون التي حفل بها ذلك الحقل العريض الثراء للحضارة العربية ، والأساس في أشعار الفروسية والغزل ، هو العلاقة المميزة والسامية بين الرجل والمرأة ، إن الغزل العفيف الذي قدّره العربي حق قدره آخذاً إياه مأخذ الجد ، قد انقلب في أوروبا إلى تقليعة وموضة عمت العصر ، صار فيها الغزل مباريات ) !
وبهذه النفسية الطاهرة تجاه الحب الحقيقي ... يتحول الكثير من الشباب العربي بفعل الأثر الاجتماعي الذي قعدّه العلامة المؤرخ ابن خلدون حيث قال : ( الشعب المغلوب مولع بتقليد الغالب ) !
وفي هذا الزمان ، صرنا - إلا ما رحم الله - مهزومين فكريا واقتصاديا وونفسيا ، فصار بعض الشباب المسلم يقتات من الفتات المتساقط من مائدة الغرب الغالب ، يستلهم الحب من سفينة ( تاتنيك الوردية ) ، ويستورد البطولة من أفلام ( أرنولد - رامبو - فان دام ) ، ويحاكي ويتقمص ، شخصيات المشاهير في عالم الفن والغناء والرياضة !
وصارت الفتاة تذوب في الأحلام الخيالية البعيدة كل البعد عن الواقع ، بعد أن تقع تحت التأثير الرهيب ( للفيديو كليب ) فترى ذلك الفتى الوسيم القوي وقد اشتمل بذراعيه تلك الفتاة الفاتنة ، فتتخيل المسكينة أنها تلك الفتاة ، وتظل تسبح في بحور من السراب الخادع ، وهي لا تعلم شيئا عن ما يدور خلف كاميرات التصوير !
والبعض من الشباب والشابات صار قلبه معلق بالمسلسلات ( المكسيكية ) المترجمة والتي تموجها القنوات الفضائية العربية ، تلك المسلسلات التي تكرس الحب الوهمي ، والعشق الذي يتناول الجسد دون ملامسة الروح .
حتى اختلط الحابل بالنابل ، وصار الحب يساوي الشهوة ، والعشق يرادف الجنس ، وفي عمق تجربة كثير من الفنانين واللاعبين ، تظهر الحقيقة جلية ، وتسترد الفطرة عافيتها ، وبحكم أن هؤلاء الفنانين واللاعبين - وللأسف - قد اصبحوا القدوة في عالم الشبيبة والمراهقين ، فإننا نسرد شهادات واعترافات هؤلاء ، لتمثل خط رجعة لشباب وشابات الوطن الغالي .
- تقول الفنانة ( ميار الببلاوي ) : ( لقد جربت زواج الحب وانتهى بالطلاق لأن الحب خيّل لي صفات غير موجودة بالطرف الآخر واكتشفت أن من تزوجته شخصا آخر غير الذي أحببته ، وأعتقد أنه من الخطأ ألا تستجيب الفتاة لنصائح عائلتها الأكثر خبرة وحكمة ) .
- وتقول الفنانة ( شريهان ) : ( في زيجاتي السابقة جربت العقلانية وأحيانا الحب . واستخلص من تجاربي أن الزواج الناجح قسمة ونصيب ) !
- وتقول الفنانة ( سعاد عبدالله ) : ( الحب وحده ليس كاف لنجاح الزواج فلا بد من التفاهم والانسجام ، وإن اعطاء العمل وقتا طويلا على حساب المنزل والزوج والأولاد خطأ كبير يدمر الحياة الزوجية)
- ويقول اللاعب ( خالد التيماوي ) : ( الحب الناجح بعد الزواج لأنه يضمن استمرار الحياة السعيدة ، وجربت الحب مع الزوجة ، ولا أؤيد عمل المرأة ) !
إن الحب الذي يعرفه شبيبة اليوم ، ضرب من الأوهام الوردية ، سرعان ما تتلاشى مع المسؤولية وضرورة التضحية ، حب اليوم هو حب المراهقين الذي يعلي من قيمة الغريزة الجنسية متناسي ما قد تسببه من هدم للقيم وتقويض للأسر الغافلة عن الرذيلة !
فهل نعود لحب الفروسية وحب الكرامة ؟
يقول الشاعر الكبير ( جوته ) وهو شاعر متأثر جدا بتعاليم الإسلام :
( ذلك الخلود في الأنثى هو الذي يشدنا إليها ) !
نعم ... ما يأسرنا ويلهب عواطفنا هو أنوثة المرأة وحياؤها الآسر ، الذي هو سر جمالها .
هكذا يقول الرجال .....
فما رأيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
--------------------------
Thawra