ليس الاطفال رجالا وليس الرجال اطفالا

هناك في بقعة من هذا العالم عشرات من الاطفال كانوا ومازالوا صغارا, وكانت الحياة يسيرة بالنسبة لهم, توفر لهم كل شيء بفضل الطبيعة التي جادت لهم بالاكل والشراب واللباس والملاهي واللعب وغير ذلك من متطلبات الحياة.
كانوا نشطين مرحين يملأون الدنيا صراخا وضجيجا, يلعبون ويركضون ثم يجرون, ببساطة يريدون ان يتمتعوا بحياتهم غير آبهين بالمستقبل وما سيحمله لهم . يمزحون ,يسبون ويشتم بعضهم البعض في اغلب الاحيان وقذ يقاتل بعضهم البعض احيانا اخرى.
وقذ اثار شغبهم وصراخهم انتباه الرجال فلاحظوا عدم رزانة هؤلاء الاطفال وعدم وعيهم بالمسؤوليات التي على عاتقهم في الحاضر وفي المستقبل , فقرر الرجال محاصرتهم ووضعهم تحت المراقبة المستمرة خاصة بعد ان تحالف هؤلاء الاطفال آخر ارادوا تصفيته لولا تدخل بعض الرجال لحمايته والدفاع عنه.
لكن ياترى من يكون هذا الطفل الغريب الذي نفر منه الاطفال ورفضوه ؟
انه مجرد طفل مثلهم واكثر من ذلك يحمل دمهم , انه ابن عمهم تبرأوا منه وانكروا له حقوقه في الارث والنسب لمجرد انه ولد وازداد في قبيلة اخرى غير قبيلتهم . ففي يوم من الايام كان الطفل موشي قذ دخل الى قبيلة هؤلاء الاطفال ونصب خيمته قرب خيمة ياسر فنشب حلاف بينه وبين هذا الاخير الذي صرخ صرخة مستنجدا باخوانه الاطفال الذين هرولوا مسرعين لمناصرة اخيهم ياسر حاملين الهراوات والعصي, وهناك من نزع حذاءه ملوحا لموشي مهددا اياه بالقتل او دفنه حيا ان لم يخرج من القبيلة .
ولما رأى الرجال ذلك تدخلوا لوقف هذا القتال وفض النزاع ومصالحة هؤلاء الاطفال.
هكذا مرت السنين والاطفال مازالوا اطفالا عقول صغيرة , تفكير محدود, واجسادهم توقفت عن النمو, لاقامة ولا عضلات كان التغدية لديهم خالية من المواد العضوية, فهم يهتمون باللعب واللهو اكثر من العناية باجسادهم .
لكن ابن عمهم موشي توقف عن اللعب منذ ذلك الحين وبدأ ******س التمارين الرياضية مهتما بصحته وببناء جسده تحسبا لاي طاريء خاصة بعد ان ادرك ان هؤلاء لايؤتمن جانبهم وانهم من الذين يقال عنهم : " يخافون ولا يستحيون " فاصبح موشي رجلا قوي العضلات قادر على اسكات اؤلائك الاطفال واخافتهم وتهديدهم في كل يوم وفي كل لحطة.
اما الاطفال فهم يكتفون بالشكوى الى الرجال الذين لاينصتون اليهم في اغلب الاحيان.
والغريب في الامر ان اغلب هذه الاطفال يحملون اسماء الحيوانات كالاسد والفهد والتعلب والقنفد وال**** وال******... , كادت قبيلتهم تتحول الى حديقة الحيوانات وهم يظنون ان بالاسم تكون المروءة ولايعرفون ان كم من دجاجة تحمل اسم الاسد

اتمنى ان تنال القصة اعجابكم