أرسلت شاحنات مليئة بالفاصولياء والبازلاء وهدايا خاصة
شركة مصرية زودت الجيش الإسرائيلي بالغذاء خلال عدوانه على غزة
2009.01.27
قادة بن عمار
فضيحة من العيار الثقيل، لا يمكن إدراجها إلا في سياق التخاذل والتواطؤ العربي، والمصري تحديدا، مع العدوان ضد غزة، فضيحة طرفاها البارزان للعيان حتى الآن، هما شركة "شانل فوود" الإسرائيلية، وفي الطرف الثاني، شركة مصرية تسمى "الاتحاد الدولي للمنتوجات الغذائية" نجحت بشكل مذهل في إخفاء سرها الكبير، وهو تمويل جيش الاحتلال الإسرائيلي بالغذاء قبل تنفيذ العدوان وأثناءه، وحتى بعده؟!
الفضيحة التي انفردت بنشرها جريدة "الأسبوع" المصرية، التابعة للنائب البرلماني المحسوب على التيار القومي الناصري مصطفى بكري، تكشف الكثير من نقط الظل والأسرار الخفية في التعاون بين بعض الشركات المصرية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أن الجريدة بدأت تقريرها بالقول أن "أصحاب الشركة المقصودة هذه المرة والواقعة في مدينة السادات الصناعية نجحوا في الحفاظ على سرهم الكبير"، كما "لم يظهر اسمهم في أي من قوائم المطبعين التي نشرت من قبل، وهي القوائم التي كانت تركز علي شركات، مثل "أجرولاند" التي تقوم بتسويق وإنتاج البذور والمخصبات الزراعية الصهيونية والمبيدات وبذور الطماطم، و"سيف أجريت" التي تعمل كوكيل لشركة "تتانيم" الإسرائيلية المتخصصة في عمليات الري بالتنقيط، وشركة "ستار سيدس إيجبت" التي تقوم باستيراد الفلفل والطماطم من إسرائيل وشركة "بيكو" التي تقوم بزراعة شتلات الفاكهة والخضار الإسرائيلية.
وتقول جريدة الأسبوع باستغراب وحيرة ".. تخيلوا، كانت غزة تحترق والدماء فيها بحور، بينما أسطول شاحنات مصري يتحرك ذهابا وإيابا على الطريق الممتد من مدينة السادات حتى معبر العوجة أقصي شرق مصر، ليسلم منتجات شركة الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية، لشركة تشانل فوود الإسرائيلية لتقوم بتوريده إلي جيش الاحتلال"، إلى درجة أن "أول شاحنة أغذية تحركت من مخازن الشركة في مدينة السادات باتجاه إسرائيل كانت بعد أقل من 24 ساعة فقط من بدء العدوان، حاملة معها أزيد من 17 طنا من الفاصولياء الخضراء، قبل أن تتبعها شاحنة أخرى تحمل نفس الكمية بساعات قليلة"؟!!... وحسب ما قاله مصدر بالشركة لجريدة الأسبوع، فإن "العمال كانوا غاضبين لما يتعرض له أهل غزة، لكن أحدا منهم لم يتوقف عن حمل الأغذية التي وضعت في عبوات مدون عليها تاريخ الإنتاج وفترة الصلاحية باللغة العبرية"، ويضيف المصدر"مستوى المرتبات في الشركة متدن بالمقارنة بشركات مجاورة، حيث يبدأ أجر العامل الحاصل على دبلوم فني بـ360 جنيه فقط، ومع ذلك لا أحد يريد المغامرة، خصوصا أن الإدارة لوحت مؤخرا برغبتها في تخفيض عدد العمال لمواجهة آثار الأزمة العالمية"، كما قام مجلس إدارة الشركة التي يملكها رجل الأعمال أحمد الشناوي، بفرض رقابة شديدة على العمال والسائقين خوفا من تسريب خبر تعاونهم مع شركة إسرائيلية تمول الجيش الاحتلال بالأغذية،.. ولكن كيف تم فضح الأمر وكشف الغطاء عن هذه الكارثة الكبرى؟!
عادل محمد حنفي، البالغ من العمر 50 عاما، وزميله إسماعيل كامل إسماعيل يصغره بحوالي عشر سنوات، سائقان بسيطان في الشركة، لكنهما كانا سواء بإرادتهما أو بغير إرادتهما مفتاح السر نحو كشف الفضيحة، حيث تم ضبطهما بسبب مخالفة بسيطة لزميلهما الثالث، وهو سائق أوقفه شرطي في حاجز على طريق مصر، الاسماعيلية، حيث يرجح أن خيط متابعة هذه القوافل والشاحنات بدأ منذ تلك اللحظة ليصل إلى حدود مراقبة السائقين المذكورين وكشف الملف عن طريق جريدة الأسبوع المعروفة بانتمائها للتيار القومي الناصري، علما أن درجة حرص السائقين المذكورين جعلتهم يخفون الأمر حتى على أفراد < /SPAN>عائلاتهم والمقربين جدا منهم.
· وفي سياق كشف تفاصيل الفضيحة دوما، قالت الأسبوع، أنّ الشركة قامت بإرسال شاحنة يوم 10 يناير، حين وصل عدد الشهداء إلى 830، والجرحى إلى 2350 ، بـ 19 طنا و800 كجم من البازلاء والفول الأخضر، ومعها 56 كيسا من عدة أصناف كهدايا لرجال الجمارك، ثم عادت لترسل بتاريخ 14 يناير (أي مع وصول عدد الشهداء إلى أكثر من ألف) 12 طنا و250 كجم من البامية المجمدة، إضافة إلى 72 كيسا من مختلف المنتجات كهدايا لرجال الجمارك، وفي نفس اليوم، وص لت شاحنة تحمل 19 طنا و800 كجم من الفول إلى داخل إسرائيل، وذلك كله دون رقابة ولا متابعة ولا حتى شعور بالحرج ووخز الضمير؟!
ومن يرغب بالاطلاع على هذا الموضوع بنسخته الأصلية، يرجى الضغط على هذا الرابط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]