<<<<<
إفادات وشواهد من أماكن أخرى حول قمع معارضي حماس
خلال حملة 'الرصاص المصبوب' وما بعدها
14.
إن الممارسات القمعية من قبل نشطاء حماس تم وصفها أيضاً من خلال الإفادات
التي أدلى بها أولائك الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الجيش الإسرائيلي
خلال حملة 'الرصاص المصبوب'، هكذا مثلاً قد أفاد نواف فيصل عطار، ناشط في
حماس من سكان العطاطرة الذي تم اعتقاله بتأريخ 11 كانون الثاني بأن السكان
الذين تجرؤوا وقاوَموا حماس فقد تعرضوا لإطلاق النار على قدميهم [مثل ما
تم وصفه في التقرير من قبل منظمة أمنستي]. وفقاً لكلامه، فقد خشي السكان
من أن يقاوِموا إذ لم يتردد نشطاء حماس في الإعلان عن شخص ما كمن يتعاون
مع إسرائيل وفي إعدامه. وقد أفاد حامد فرج صالح، من سكان جباليا، الذي تم
اعتقاله بتأريخ 12 كانون الثاني، بأن خلال عام 2007 قتل نشطاء حماس شقيقه
الذي كان يعمل حارساً في منزل لإحدى مسؤولي الأمن الداخلي من قبل السلطة
الفلسطينية رمياً بالرصاص. بالإضافة إلى ذلك، قد أفاد بأن نشطاء حماس
يمنعون من الأشخاص المحسوبين على فتح تلقي المواد الغذائية والمساعدات
الإنسانية التي يحق لهم تلقيها من قبل الـ'أونروا' ('وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين')(6).
15. إن وسائل الإعلام (وخاصةً
تلك التابعة لفتح) قد عممت هي أيضاً إفادات مشابهة. هكذا مثلاً قد أفيد
خلال أيام الحملة بأن راكب دراجة نارية قَتل ناشط فلسطيني في غزة رمياً
بالرصاص إذ كان يشتبه به بالتعاون مع إسرائيل، كان قد هرب من المعتقل الذي
أغار عليه سلاح الجو الإسرائيلي. ووفقاً لما وصفه شهود عيان فقد أطلقت على
الفلسطيني النار ثلاث مرات على رأسه وصدره (وكالة 'رويترز' للأنباء، 4
كانون الثاني).
16. بعد مضي ثلاثة أسابيع من انتهاء حملة 'الرصاص
المصبوب' نشر المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس، إيهاب الغصين،
بياناً أشير من خلاله إلى قيام أجهزة الأمن باعتقال عدد من الخلايا قبل
بدأ الحملة ببضعة أيام بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وفقاً لأقواله، فقد تم
الكشف خلال أيام الحملة عن خلايا إضافية وأنه قد تمت تصفيتها بعد إدلائها
بالإفادة بأنها وفرت المعلومات حول مكان تواجد قياديين في حماس وانتشار
القوات على الأرض(7). وقد أضاف المتحدث أن وزارة الداخلية شرعت في التحقيق
حول حوادث القتل والاعتداءات التي تم تنفيذها خلال الحملة وما بعدها
مؤكداً أنهم سوف يلاحقون كل مَن سيثبت ضلوعهم في هذه الأعمال غير
القانونية ('بال- ميديا'، 3 شباط).
إفادات عن تحويل المنشآت الطبية إلى معتقلات
17.
في تقرير نشر في صحيفة 'الجروزليم بوست' (19 كانون الثاني) ورد اقتباس
كلام ناشط قيادي في رام الله ادعى من خلاله أن 100 ناشط من نشطاء الحركة
على الأقل قد أصيبوا بجراح أو قتلوا على أيدي حماس للاشتباه بهم بالتعاون
مع إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فقد أفاد شهود عيان بأن حماس قامت بتحويل
عدد من المدارس والمستشفيات في غزة وخان يونس ورفح إلى منشآت للتحقيق وقد
استأنفت أيضاً الأوامر التي تفرض الاعتقال المنزلي على العديد من النشطاء
الذين تنظر إليهم حماس كمَن يشتبه بهم (تقرير بقلم خالد أبو تهمة، 19
كانون الثاني).
18. وبالقابل، فهناك إفادات تشير إلى قيام حماس خلال
حملة 'الرصاص المصبوب' ومن بعدها باستعمال المنشآت الطبية لأغراضها هي.
وقد أفادت جهات في حركة فتح أن حماس قد أعدت الطابق الأرضي لقسم الإشعاع
وأمراض السرطان في مستشفى الشفاء في غزة ليتم استخدامه كسجن ومنشآت
للتحقيق. وذلك بعد أن هدم كلياً السجن المتواجد في مخيم اللاجئين الشاطي،
غرب مدينة غزة، مع غالبية المباني الأخرى التي أغار عليها سلاح الجو
الإسرائيلي. في إطار تغيير هدف قسم الإشعاع تم نقل الأجهزة والعتاد الطبي
إلى الطابق الأول أو إلى غرفة الاستقبال التابعة للمستشفى (موقع 'العهد'
على شبكة الإنترنت، المحسوب على فتح، 21 كانون الثاني).
19. على هذه
الخلفية، فقد نشرت وزارة الصحة في حكومة سلام فياض بياناً اتهمت من خلاله
أجهزة الأمن التابعة لحماس بقيامها خلال حملة 'الرصاص المصبوب' ومن بعدها
بتحويل المراكز الطبية إلى سجون ومنشآت للتحقيق. إن تحويل المنشآت الطبية
إلى منشآت للتحقيق قد تم مع القيام بإبعاد أفراد الطواقم الطبية التي لبت
دعوة وزارة الصحة في حكومة فياض وعادت إلى عملهم على خلفية عمليات الجيش
الإسرائيلي في القطاع. يعرب لسان البيان عن تعجب الشعب الفلسطيني والعالم
بأسره من قيام أجهزة الأمن التابعة لحماس بعد حملة 'الرصاص المصبوب'
بالاستيلاء على مستشفى الشفاء وخاصةً الأقسام التي تعالج أمراض السرطان
والمبنى الجديد الذي أعدّ ليستخدم كغرفة استقبال للأطباء الأخصائيين.
طبقاً لما جاء في البيان فقد استخدمت حماس أيضاً ما يزيد عن 15 غرفة في
الجزء العلوي من مستشفى النصر القديم في بلدة خان يونس والطابق الأرضي في
مستشفى النصر الجديد ومستشفى الأمراض النفسية التي تم تحويلها إلى مراكز
للتحقيق والتعذيب. وقد طالب سلام فياض أجهزة حماس بتحمل المسؤولية
والامتناع عن سرقة الأجهزة الطبية والأجهزة المساعِدة (وكالة الأنباء
'معا'، 7 شباط). ويعدّ هذا أول بيان رسمي صادر من قبل وزارة الصحة في
السلطة الفلسطينية يعرض نماذج عينية لهذه الظاهرة ويتطرق إليها بلهجة
الشجب والاستنكار(8).
_______________
1. Amnesty International-
منظمة دولية غير حكومية تعمل على منع انتهاك حقوق الإنسان من قبل حكومات
و/أو مجموعات. تعمل هذه المنظمة على الحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية بما
يتفق مع الصيغة التي وردت في وثيقة حقوق الإنسان لهيئة الأمم المتحدة.
وتقوم المنظمة بتفعيل العديد من المجموعات العاملة في هذا المضمار في
مختلف أنحاء العالم.
2. إن تهمة التعاون مع إسرائيل قد أعدت، وفقاُ
لتقديراتنا، لتستعمل كغطاء لتصفية الحسابات التي تقوم بها حماس بحق
معارضيها في حركة فتح. إن السبب الحقيقي من وراء التصفيات والإصابات
المتعمدة يكمن في رغبة حماس في تثبيت مكانتها وسيطرتها في القطاع وإضعاف
معارضيها.
3. بين المواقع التي أغير علبها خلال اليوم الأول من حملة
'الرصاص المصبوب' كان الموقع العسكري تل الإسلام التابع لحماس، شمال قطاع
غزة. إن هذا الموقع العسكري قد استخدم سابقاً كإحدى منشآت جهاز الأمن
الوقائي الفلسطيني. وقد استولت حماس على المبنى بعد توليها سدة الحكم في
شهر حزيران 2007 وتم استخدامه كقاعدة عسكرية للقوة التنفيذية (التي تم
انخراطها في الشرطة). بالإضافة إلى ذلك، قد استخدم المبنى كمقر للقياديين
في منظومة القوات البحرية التابعة لحماس ومنشأة تمت فيها الاعتقالات
والتحقيقات مع نشطاء فتح ومَن تم الاشتباه بهم بالتعاون مع إسرائيل
(المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، 27 كانون الأول).
4. استناداً إلى صيغة تقرير MDE في 2009/001/21 كما وردت على موقع منظمة أمنستي على شبكة الإنترنت.
5.
لقد قتل سعيد صيام، الذي أشغل منصب وزير الداخلية في حكومة حماس والمسؤول
عن أجهزة الأمن التي تمارس قمع معارضي حركة حماس نتيجةً لإغارة الجيش
الإسرائيلي خلال حملة 'الرصاص المصبوب'، 15 كانون الثاني 2009.
6.
استناداً إلى تقارير التحقيقات التي تم إجراؤها مع نشطاء حماس الذين
اعتقلوا خلال حملة 'الرصاص المصبوب' والتي وردت على موقع جهاز الأمن العام
الإسرائيلي على شبكة الإنترنت.
7. لقد أفاد موقع 'بال- بريس' على
شبكة الإنترنت المحسوب على فتح أنه قد حكم على فلسطيني بالإعدام بعد
الاشتباه به بأنه قد وفر المعلومات التي أدت إلى مقتل وزير الداخلية في
حكومة حماس، سعيد صيام (موقع 'بال- بريس' على شبكة الإنترنت، 3 شباط).
8.
راجعوا مثلاً: 'إفادات سكان قطاع غزة عن استعمالهم كـ'دروع بشرية': لقد
أفاد سائق سيارة إسعاف، من بين أمور أخرى، بأنه خلال حملة 'الرصاص
المصبوب' استعمل نشطاء حماس سيارات الإسعاف ليتم إجلاؤهم من مناطق القتال.
إن نمط العمل هذا معروف لدينا من الماضي